*مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية يحدث اختراق فى المشاريع الزراعية بجنوب كردفان

مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية يحدث اختراق فى المشاريع الزراعية بجنوب كردفان

تقرير: رقية عيسي محمد

شهدا القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بولاية جنوب كردفان الكثير من التدهور نتيجة للحرب التي امتدت لفترات طويلة، الي جانب الظروف الإقتصادية المتقلبة التي أدت إلى تقليص المساحات المزروعة، خاصة مع إرتفاع تكلفة الزراعة والمعوقات الأخرى . الأمر الذى حدا بالمختصين فى مجال الزراعة بالتفكير فى كيفية مجابهة تلك المتغيرات خاصة المناخية منها مع إستصحاب أهمية العمل على تحسين المستوى الإقتصادى للمواطنيين خاصة فى المناطق الريفية.

فقد جاء ميلاد مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية فى القطاع الزراعى والرعوى العام الماضي بتمويل من صندوق المناخ الأخضر عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ليتم تنفيذه فى تسعه ولاية من ولايات السودان من بينها جنوب كردفان ليحدث إختراقا فى قطاعي الزراعة والرعي عبر تمويل صغار المزارعين والرعاة فى عدد من القرى بمحليتى الدلنج والقوز عبر توفير التقاوى المحسنة وتدريب المستهدفين على التقانات الزراعية وكيفة الزراعة بإستخدام الحزم الزراعية غير التقليدية لتحسين دخل الفرد والأسر.

حيث قام وفد مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية خلال اليومين الماضيين بزيارة لولاية جنوب كردفان برئاسة عادل محمد علىبصحبة ممثلين لكل من المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية وممثل وزارة المالية الإتحادية ووزارة الرى وممثل وزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية بجنوب كردفان . حيث إلتقى الوفد نائب حاكم إقليم جنوب كردفان مولانا / الرشيد عطية جبلين بمكتبه بأمانة الحكومة بحضور أمين عام حكومة الولاية الأستاذ / عبدالله عبدالرزاق والمدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الإقتصادية المكلف ومدير المشروع بالولاية المهندس/ جمال الدين محمد أبكر ، حيث ناقش اللقاء النتائج التى حققها المشروع فى العام الماضى وحجم الأنشطة المنفذة، من جانبها وعدت حكومة الولاية بتقديم الدعم اللازم للمشروع لتنفيذ أنشطتها فى المناطق المستهدفة .

عقب اللقاء توجه الوفد إلى مدينة الدلنج في زيارة ميدانية للوقف على سير تنفيذ الأنشطة فى الحقول الإيضاحية ومدى إستفادة المزارعين والمستهدفين من الحزم الزراعية التى تم تدريبهم عليها في مناطق أم علوان والنيلة ، التكمة بمحلية الدلنج ومنطقة محمد نور وأم سعدة ، مناقو بمحلية القوز بجانب المتابعة الدقيقة للعملية الزراعية فى المشاريع الزراعية والمساحات المنزلية (الجباريك)

يعتمد مشروع المرونة مع التغيرات المناخية في خطته علي توفر التقاوى المحسنة المجازة من قبل هيئة البحوث الزراعية متمثلة فى الفول والذرة والسمسم والذرة الرفيعة والتى تتميز بسرعة النضوج ومقاومة الجفاف وكثرة البذور بجانب تقاوى الخضروات المخلتفة فيما يسمى بالتدخل فى المساحات المنزلية (الجباريك) .

فيما يخص المياه تدخل المشروع فى ستة وأربعين مشروع مياه عبر تأهيل وإنشاء الحفائر والآبار منها ماتم تنفيذه وبعضها ينتظر التمويل والآخرى قيد الدراسة بعد تحديد المواقع التى تحتاج للتدخل .

كما يعمل مشروع المرونة على تحسين المراعى وإعادة إستزراع بعض المناطق الرعوية التى تدهورت بسبب التصحر وذلك بإقامة مسورات رعوية بنثر بذور المراعى عبر توزيع عشرة ألف شتلة هشاب للمستهدفين تتم زراعتها داخل الحقول الإيضاحية . فى ذات الإتجاه يخطط مشروع المرونة لإنشاء مشاتل نسوية وزراعات بينية بالإضافة إلى الأحزمة الشجرية لتقليل أثر الرياح والزحف الصحراوى على المناطق، فضلا عن تقديم جرعات تدريبية لرفع قدرات المجتمعات المستهدفة ومنسوبى المؤسسات الحكومية ذات الصلة بأنشطة المشروع .

تلمس الوفد من خلال الزيارات الميدانية للحقول الإيضاحية الإنطباع العام لدى المستهدفين فيما يلى زيادة الإنتاج والإنتاجية خاصة فى المساحات الصغيرة (الجباريك) التى تديرها النساء المزارعات علاوة على التنوع فى المحصولات .
من جانبهم عبر المستهدفين عن استفادتهم من تدخل المشروع فى المساحات الكبيرة والصغيرة (الجباريك) وتقديم التمويل عبر توزيع التقاوى المحسنة، وإدخال الجرعات التدريبية فى إستخدام التقانات والحزم الزراعية الحديثة الأمر الذى أسهم بدوره فى زيادة الإنتاج ومكن بعض المستفيدين من الإستفادة من العائد المادي فى شراء وإمتلاك عدد من المواشي والبعض الأخر تمكن من تمويل الأخرين عبر إعطائهم التقاوى من نتاج مشروعاتهم ، كما طالب بعض المستفيدين بزيادة كمية التقاوى مع ضرورة توزيعها فى وقت مبكر من الموسم الزراعى الي جانب صيانة وتأهيل مصادر المياه لضمان إستمرارية إنتاج مزارع الخضروات، فيما طالب آخرين بضرورة تدخل مشروع المرونة لمساعدتهم فى إجراءات التمويل من البنوك مع إيجاد طرق بديلة لتسويق المحصولات لمجابهة الركود وفرق الأسعار .

هذا يعد مشروع بناء المرونة مع التغيرات المناخية فى منتصف عامه الثانى وتبقى عامان آخران مع عزم القائمون على أمره على تنفيذ المزيد من الأنشطة والتدخلات المختلفة فى قطاع الزراعة والرعى لإحداث الفرق فى التعامل مع تغيرات المناخ والمساهمة فى زيادة الإنتاج وتحسين دخل الفرد والأسرة فى المناطق المستهدفة بولاية جنوب كردفان.

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.