*يومُ وحرف *
كيكل والعلاج بالصدمة
*صالح محمد عبدالله *
الدار ليست بالبناء جميلة * ان الدار جميلة بذويها
قد يعشق الإنسان أسوء بقعة * ويزورها من أجل شخص فيها
عاش معظم الشعب السوداني، أزمات، سياسية وعسكرية وثقافية واقتصادية، قبل حكومة الإنقاذ ولم يتبرم، إلا في عهد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي عبدالرحيم حمدي، عندما طبق سياسية التحرير الاقتصادي، فاستنكر الجميع، مثلث حمدي، فزلزلة الله عرشه بإقالة البشير،وكان حديث المدنية( عيش ياحمدي…لحين ما تقول النجيلة).
يومُ وحرف
جاء من بعده بعقد من الزمان رئيس الوزراء وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، معتز موسى، يحمل في جعبته تفويض بلا حدود لمعالجة الأزمة الاقتصادية بالصدمة فلم يستطع، وظلت الجنيه السوداني في حالة هبوط اضطراري، فقال: ساخر سبيل للبشير ( تعمل بايدك يغلب اجاويدك ).
واخيراً، رياح التغيير، أجلس خبير صندوق النقد الدولي دكتور إبراهيم البدوي، وزيراً للمالية والتخطيط الاقتصادي، لطرح برنامج الإصلاح التدريجي بالتنسيق مع البنك الدولي لمعالجة الأزمة الاقتصادية، وجدولة ديون السودان تدريجياً، ولكن، بلغ السيل الزبى، فتقدم بإستقالته، لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وكان يحكي، لسان الحال غلب، حيث(كذبوا المطر، و أكلوا التيراب).
ثم، قالوا : أن تأتي متأخراً، غير من إلا تأتي، فجلس رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم وزيراً لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي حسب اتفاق جوبا لسلام السودان، فرفع الدعم من السلع الأساسية بالرغم من تبرم الشعب، ومن ذلك اليوم دخلت الجنيه السوداني في” غرفة الإنعاش” وفقد الجميع البوصلة بالصدمة.
يومُ وحرف
ملامح العلاج بالصدمة، تحرير الأسعار، وإلغاء الدعم الحكومي،والسماح للأسعار بتحديد نفسها وفقًا لقوى العرض والطلب، والخصخصة، وبيع المؤسسات الحكومية للقطاع الخاص، وتحرير التجارة وفتح الاقتصاد أمام الاستثمار الأجنبي، وإلغاء القيود على الواردات والصادرات، وتقليص الإنفاق الحكومي، وخفض الدعم والخدمات الاجتماعية للحد من العجز المالي، ومكافحة التضخم عبر سياسات نقدية صارمة، ورفع أسعار الفائدة.
فوائد العلاج بالصدمة
سرعة النتائج قد يؤدي إلى استقرار الاقتصاد سريعًا في حال نجاحه (مثل السيطرة على التضخم)، جذب الاستثمارات، وتحرير الأسواق يجذب رأس المال المحلي والأجنبي، وزيادة الكفاءة، والخصخصة قد تحسن إنتاجية الشركات، وإنهاء الاحتكارات الحكومية، وفتح المجال للمنافسة والابتكار.
سلبيات العلاج بالصدمة
ارتفاع البطالة بسبب إغلاق الشركات غير القادرة على المنافسة، وتدهور مستوى المعيشة لفترة مؤقتة (أو دائمة) للفئات الضعيفة، وزيادة الفقر وعدم المساواة، وعدم الاستقرار السياسي، وقد تؤدي الإصلاحات إلى احتجاجات واضطرابات اجتماعية (كما حدث في بعض دول أمريكا اللاتينية) وفشل بعض القطاعات، لأن ليس كل القطاعات قادرة على التكيف السريع مع السوق الحر، مما قد يؤدي إلى انهيارها، والتبعية للخارج، وقد تسيطر الشركات الأجنبية على الاقتصاد إذا لم تكن هناك حماية كافية للصناعات المحلية.
العلاج بالصدمة قد يكون فعالاً في بعض الحالات، لكنه يحتاج إلى ضمانات اجتماعية وسياسية لتخفيف آثاره السلبية، والبديل هو الإصلاح التدريجي، لكنه قد يستغرق وقتًا أطول.
يومُ وحرفُ
بالأمس، استخدم قائد درع السودان أبوعاقلة كيكل اسلوب المفاجأة حينما انضم إلى قوات الدعم السريع، ودخل، ولاية الجزيرة، ولم يمض المفاجأة طويلاً حتى أعلن كيكل انسلاخه من قوات الدعم السريع، وانحيازه لمعركة الكرامة. ولكن بالأمس كان المفاجأة صدمة للاذكاء الاصطناعي أولاً ! حينما قال كيكل للصحفيين، أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، ظل متواجداً بالخرطوم (2) وكان يجتمع بنا في فترات متباعدة وغادرها نهائياً عند عبور الجيش كوبري سوبا في فبراير الماضي 2025.
الصدمة الثانية، كشف كيكل أن ، انظمة٧ التشويش حول حميدتي تغطي دائرة (100) كيلومتر، ومعه قوة حماية تتكون من (150) عربة بها مدافع ثنائي.
الصدمة الثالثة، قال: كيكل، لم نجتمع مع حميدتي الا ليلاً ، وكان يشدد على عقد الاجتماعات في الليل، مؤكدًا، أن حميدتي يدير الحرب بنفسه واحيانا يتصل بي (15) مرة في اليوم وكل النواقص من الامدادات كان يتابعها بنفسه.
القائد أبوعاقلة كيكل قال: لم يصاب حميدتي في الحرب والنحافة بسبب الصيام، لأنه ظل صائما منذ اندلاع الحرب كما انه مريض بمشاكل في البطن منذ سنوات، وغادر مرة للعلاج بالخارج وامضى اسبوعين، ثم عاد.
وقال كيكل، آخر مرة التقيت حميدتي وجها لوجه قبل انضمامي الى القوات المسلحة ب(12) يوماً، ثم صمت كيكل، عن الكلام المباح، بقوله: عندما كنا نتحدث عن ارتكاب عناصر الدعم السريع للجرائم والاغتصابات والانتهاكات، كانت، “دموع حميدتي بتجري” وكان يصمت عن التعليق….. ربنا يصلح قلوب العباد.