نقابة الصحفيين السودانيين
كتب/السكرتير العام لنقابة الصحفيين
لسنتين لم يكن زملاؤنا في مأمن — لا في الشوارع، ولا في غرف الأخبار.
منذ أبريل 2023، فقدنا واحدا وثلاثين صحفياً: قُتلوا، عُذّبوا، أو اختفوا في ظلال الخوف.
أكثر من أربعمئة فرّوا إلى المنافي يحملون حقائب الحبر والوجع.
أما من بقي، فيكتب في العراء — بلا حماية، بلا عقود، وأحيانًا بلا شهود.
تسعون بالمئة من مؤسساتنا الإعلامية صمتت.
ليس لأنها اختارت الصمت، بل لأنها قُصفت، أو أُغلقت، أو خُنقت تحت قبضة الرقابة.
فالحرب لم تكتفِ بتدمير البيوت والمدارس، بل امتد لهيبها إلى قلب الحقيقة.
فلنقلها بجلاء ودون مواربة:
ما يجري ليس مجرد كارثة إنسانية، بل كارثة معرفية.
إنها أزمة حقائق، وأزمة مساءلة، وأزمة عدالة تُغتال كل يوم.
نحن، في نقابة الصحفيين السودانيين،
نقف حيث ينبغي للضمير أن يقف:
مع كل من يكتب تحت وابل الرصاص،
ويبحث عن الحقيقة وسط الركام.
نقدّم الدعم — القانوني، المهني، والإنساني.
نمد جسور التضامن، ونرفض أن يكون الصمت خاتمة الحكاية.
وندعو شركاءنا — في الإعلام، وفي المجتمع المدني، وفي الأسرة الدولية —
أن يقفوا معنا في نضالنا بالكلمة.
فالصحافة ليست جريمة،
وقول الحقيقة ليس إرهابًا،
والصحافة الحرة ليست ترفًا — بل شرطٌ للسلام، وركيزة للديمقراطية.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى،
السودان بحاجة إلى جميع صحفييه ..
والصحفيون بحاجة إلى أن يقف العالم معهم، لا أن يشيح بوجهه.
محمد عبد العزيز
السكرتير العام لنقابة الصحفيين السودانيين