تبدلات المشهد العسكري في الحرب السودانية


تبدلات المشهد العسكري في الحرب السودانية 

تقرير هاشم عبد الفتاح

 على نحو متسارع أوشكت المليشيا المتمردة أن تصل مرحلة (الانهيار الكامل) ، وأن معادلات الحرب اصبحت تتغير بشكل مضطرد لصالح القوات المسلحة السودانية على مستوى كافة (جبهات) المعارك ويبدو كذلك أن هذه المليشيا باتت (تتآكل) من الداخل حيث انهارت قواها الداخلية بشكل (لافت) اما بفعل الضغط العسكري المفروض عليها من قبل القوات المسلحة وأما بسبب الخلافات والانشقاقات التي أفرزتها حالة (الاصطفاف القبلي) داخل هذه القوات الأمر الذي أودى بفقدان بعض قادتها البارزين.أما على صعيد الجبهة السياسية (الحليفة) للمليشيا فإن حالها ليس بافضل مما يحدث الآن داخل قوات المليشيا حيث ضربت موجة الخلافات هذه الجبهة السياسية (تقدم) وبشكل (حاد) بسبب مشروع ( حكومة المنفى) ، ولهذا كله لم يعد أمام المليشيا سوى (الهروب) من جبهات المعارك ، ويعتقد أن الجارة تشاد ستكون البديل الوحيد لهؤلاء الهاربين ، ولمعرفة المزيد من السيناريوهات المتوقعة في شكل وطبيعة المشهد السياسي والعسكري القادم .*قاعدة الزرق ..بداية الانهيار..!تحدث لنا أولا الناطق الرسمي بإسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح سعادة المقدم أحمد حسين مصطفى قائلا :فيما يخص المشهد العسكري واضح جدا أن الموازين على الواقع الميداني باتت تتغير لصالح الصف الوطني والتي بدأت بسقوط قاعدة (زرق) العسكرية والتي كانت منطقة إستراتيجية كبيرة للمليشيا وبرزت أهمية القاعدة على كل المعارك التي اعقبت سقوط (زرق) و لم تربح المليشيا معركة بعدهابل فقدت عدة مناطق كانت تسيطر عليها. منها مثل(مدو – دري شقى – مدني- مصفاة الجيلي – القيادة العامة – و آخرها أم روابة واضاف الناطق الرسمي: لا نرى انتقال الحرب الي دارفور كما يروج لها وإنما هي عملية الزحف العسكري والتي بدأت من الإتجاه الشرقي والشمالي للبلاد والتي اجبرت المليشيا على التراجع والبحث عن مخارج من مناطق الشدة و المناطق شبه المقفولة الي مناطق (مفتوحة) نوعا ما وهي إقليمي كردفان و دارفور هذا من جانب .* شكل وطبيعة الحرب القادمة..!اما من جانب شكل الحرب القادمة فهي ليست مختلفة عن سابقتها بكثير و لكن المتوقع أن تشهد دارفور و كردفان ارتفاع شدة المعارك ولحينها سيشاهد العالم ما تم اعداده من خطط لحسم الأمر.اما فيما يتعلق بخيارات حلفاء الساسيين للمليشيا ، إن صح التعبير هم ليسو حلفاء وإنما شركاء اصليين (و حاضنة سياسية) والارتباط بينهم والمليشيا هو عبارة عن (شراكة برغماتية) نفعية وسوف تنتهي ريثما انهارت المليشيا او توقفت الإمارات العربية المتحدة و الآخرين من دعمهم للمليشيا لان الذين جمعتهم (المنفعة) سينتهي جمعهم بانتهاء المنفعة وهناك ملامح بدأت تلوح في الأفق لتأكيد ذلك.أما بشأن حكومة المنفى التي يزعمون إقامتها هم نفسهم قاموا باجهاضها ، فليس أمامهم من خيار سوى تسليم انفسهم للدولة و ستقوم الدولة بتقديمهم للعدالة .ويقول الناطق الرسمي أن هروب المليشيا من جبهات القتال لن يكون الي تشاد وحدها وإنما الي عدة دول في الجوار الافريقي لأنهم في الأساس مجموعات و عصابات ارتزاق تم الاستعانة بهم وجلبهم لقتل الشعب السوداني و تدمير الدولة السودانية و مؤسساتها و الان قوي الصف الوطني بدأت تضيق عليهم الخناق و الحصار وبالتالي من الطبيعي أن يهربوا الي من حيث اتوا .* الانفتاح المتكامل..!ويعتقد الدكتور راشد محمد علي الشيخ أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في حديثه أنه في الفكر الاستراتيجي دائماً انتصارات الجيش تظهر في شكل عملية انفتاح متكامل بعد تخفيف حدة نيران العدو وتقليص قواته لينال من المواقع العسكرية وبالتالي تصبح عملية الانفتاح ضغط في المجال العسكري مع الأخذ في الإعتبار حسابات الأرض ، وبطبيعة الحال ليس هناك انتقال للحرب إلى دارفور، وأعتقد أن القوة الموجودة في الفاشر كافية لتحرير دارفور وذلك من خلال الانفتاح على كل المناطق التي تتواجد فيها المليشيا* سقوط رهان التفاوض..!أما بشأن طبيعة الخيارات المتاحة للحلفاء السياسيين للمليشيا يقول الدكتور راشد أن هؤلاء الحلفاء كانوا يراهنون على مشروع التفاوض من أجل الحصول على المكاسب واذا ما فشل هذا المشروع تصبح التفاهمات فقط قائمة سياسياً ما بين السودان والإمارات ، وأعتقد أن حكومة المنفى فكرة (غير واقعية) لأن طبيعة المقبولية للشعب السوداني انتفت تماما تجاه هؤلاء الحلفاء السياسيين .“مشاهد الانهزام..!وعلى الصعيد ذاته يرى سعادة العميد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي السابق للقوات المسلحة أن المشهد العسكري بعد دخول القوات المسلحه السودانية للقياده العامه وفتح كثير من الطرقات ودخول سلاح الاشاره في الخرطوم وكذلك التقاء جيشي الفرقه 18 والفرقه الخامسه في ام روابه يدل على حقيقة التقدم الواضح للقوات المسلحه ويدل كذلك على (التقهقر والانهزام) للمليشيا .وأكد في حديثه ان المشهد الان مشجع جدا للقوات المسلحه وفيه قراءة واضحة جدا لما وصلت اليه المليشيا . ودائما في ادب العسكريه ان الانسحابات اذا بدات فلن تتوقف وان الانهزام اذا بدا فمن الصعوبه ان يتحول الى نصر .واشار الصوارمي إلى أن الحرب في أساسها منتقله الى دارفور ويدور (رحاحها) الان في دارفور بدليل حصار الفاشر من قبل المليشيا واحتلالها لبعض مدن دارفور مما يدل على ان هذه المناطق كلها مشروعة للحرب، ولكن الذي يجب أن نفهمه ، ما هي مآلات الحرب في دارفور ..؟!* القتال بالذراع الطويل..!نحن نعلم أن الجيش يقاتل في دارفور بالذراع الطويل، وخاصة في ( نيالا والجنينه والضعين) وقتالا مباشرا في مدينه الفاشر. ولذلك فإن المآلات المتوقعة ان يكون هنالك تكاثف وتعاضد بين الحركات المسلحه و القوات المشتركه وتحقيق نصر حاسم وسريع يقلب ميزان القوه هناك. ولكن الاكتفاء بالدفاع عن مدينه الفاشر المحاصرة بينما نيالا والضعين والجنينه في ايديهم .. فهذا يحتاج لمزيد من الجهد. وعمل دؤوب حتى تستطيع القوات المسلحه والقوات المشتركه ان تبسط سلطانها وسيطرتها بصوره واضحه على كل اقليم دارفور، لأن السيطره الجزئية على دارفور تعتبر مشكلة وتعني حقيقة استمرار الحرب ، ولذلك يجب ان تكون السيطره كامله على دارفورووصف الصوارمي خالد سعد خيارات حلفاء المليشيا بأنها دائما (وقتية).. وأنهم امام كل موقف ينتجون مواقف اخرى، (غير مدروسة) يعني اذا فشلت حكومتهم المخطط لها كحكومه بديله فسينتجون فكره اخرى يتحولون اليها ، وهذه في تقديري هي (المتاجره السياسية) حيث لا يتوقف فالتاجر السياسي لا يتوقف كثيرا. وانما السلعه عنده متوفرة بكثرة حيث انه يسوق لافكار قل ما ترى النور وهو يعلم ذلك وهو يسوق لها من اجل المزايده ومن اجل الكسب الرخيص فقط. ولذلك يمكن ان يتحدث هؤلاء (الحلفاء) اليوم عن حكومة بديلة وغدا عن حكومه شكلها مختلف او حكومة اقليمية أو مناطقية وهكذافهؤلاء المتاجرون السياسيون هم الذين يجعلون هذا المواطن وهذا الوطن يعيش هذه الازمة.* الهروب إلى تشاد..!اما الحديث عن هروب المليشيا الى( تشاد) .. هذا من المبكر ان نصل الى خلاصته او الى نتائجه الآن.نعم هنالك خروج او هروب لبعض القوات ربما تريد ان تبعد نفسها كليا عن المليشيا ومن الخطر الذي يهددها في قبل القوات المسلحه. ولكن ليس من المنطق ان نتحدث عن هروب لقوات المليشيا إلى تشاد بينما لها تواجد في الجنينه ونيالا وزالنجي وغيرها من المناطق في دارفور فكان من الاولى ان تنضم هذه المجموعات الهاربة الى قواتها الموجوده في دارفور بدلا من ان تهرب الى تشاد. عموما فإن الخروج او الهروب الى تشاد في هذه الحاله يعني الخروج من الملعب كليا


 

شاركها على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.