مناظير … بقلم: زهير السراج … لعبة الشيوخ !
* بعد أن فشلت كل مناورات ومؤامرات وألاعيب البرهان والطغمة الانقلابية الغاشمة لخداع الشعب السوداني والمجتمع الدولي بشرعيتهم، بدءا من الحاضنة الموزية المسماة بالجبهة الثورية الفاشلة في كل شئ، مِن ادارة الوزارات التي تكنكش فيها بلا حق ولا ذرة تاهيل أو خبرة وتعيث فيها فسادا، الى تحقيق ادنى درجات السلم والامن للمواطنين الذين تدعي كذبا وزورا وبهتانا أنها جنحت للسلام ووقعت اتفاقية جوبا من اجلهم، فلم تجلب لهم سوى القتل والخراب والدمار وديمومة البقاء في معسكرات النزوح واللجوء والهوان، واوكلت امرهم أخيرا للجنجويدي الذي قتلهم وحرق قراهم ونهب اموالهم ونكَّل بهم، ليتفرعن عليهم ويعين نفسهم زعيما ومصلحا اجتماعيا لهم .. وأى صلاح إجتماعي يمكن أن يحققه من تلطخت يداه بدمائهم ودماء غيرهم من اهل السودان الشرفاء، إنها مهزلة المهازل في زمن المساخر !
* وعندما تبين للطغمة الانقلابية ومَن يحرضهم من الفلول وبقايا النظام القديم وكبيرهم (على كرتة)، فشل حاضنتهم الموزية وعجزها وضعف حيلتها وعدم الاعتراف بها من اقرب الاقربين إليها، أوهموا أنفسهم أنهم يستطيعون ممارسة الخداع بما اسموه الحوار الوطني أو (الاستحمار اللاوطني) الذي تسهله أو تُسهل فيه آليتهم الثلاثية الخاضعة لسيطرتهم، غير انهم سرعان ما أُسقط في يدهم عندما رفضت كل القوى الثورية المشاركة فيه، فاعلنوا انسحابهم من الحوار والمشاركة في السياسة لعلهم ينجحون هذه المرة، وأوعزوا للجنة بالاختفاء، ولكن لم تأت الرياح بما يشتهي قبطانهم الغبي وانكشفت لعبته الغبية وانسحابه المفضوح، فجرب اللعب على العواطف واشعال الفتنة بين الناس بخطابه العنصري الركيك في عطلة عيد الاضحى المبارك امام رهط قليل من أهل منطقته، كانوا هم أول من فضحه وسخر منه بتسريب الفيديو الذي سجلوه لسذاجته وقلة عقله وضحالة فكره، وكان سقوطه مدويا وفضيحته بجلاجل وظل محل سخرية الناس طيلة ايام العيد وما بعدها، يتداولون الفيديو ويسخرون منه فيزداد فشلا وهوانا وغباءً !
* وجاءت فتنة النيل الازرق التي سرعان ما أطفأها الحس الوطني وترك البراهنة والدقالنة والعقاقرة والارادلة والمتآمرين القتلة في حيرة من امرهم، غائصين في أوحالهم وفضلاتهم، ثم ما لبثوا أن خرجوا بعد حين بلعبة المشايخ والشيوخ، وظنوا ان النصر سيكون حليفهم هذه المرة بالمتاجرة في الدين وما يسمى (نداء اهل السودان للوفاق الوطني)، ولكن هيهات فلقد نسوا ان ما ذاقه السودانيون من المتاجرة بالدين الحنيف، والظلم والقتل والهوان والتدمير الذي تعرضت له البلاد على ايدي المتاجرين والفاسدين، لن تجعلهم مرة اخرى فريسة للخداع والمتاجرة بعقيدتهم وايمانهم العميق !
* بل إن المبادرة المفضوحة التي هندسها الطغاة البلهاء واعلنوا الموافقة عليها وتأييدها لعلها تكون المخرج لهم وإقناع العالم والشعب بشرعيتهم، أسقطوها بأنفسهم منذ لحظة ولادتها الاولى، باختيار اللجنة المشرفة عليها، والتي تتكون من المناصرين والمؤيدين لهم وحاضنتهم الموزية والنظام الساقط وفلوله وقائدهم (على كرتة) !