الحرب الأخرى
بقلم/ رابعة ابو جنة
حرب اخرى غير معلنة تخوضها نساء الخرطوم والجزيرة ، حرب شق الأنفس وتساقط العرق ، حرب الغذاء ؛ حرب البحث عن لقمة حلال في زمن تفشي الحرام، حرب اطعام اطفالهن ،في ظل غياب جبري للاباء بأمر الحرب اسباب كثيرة ومنطقية ، جعلت معظم الرجال غياب في عهد الحرب، منهم غياب بسبب تأمين نفسه ، ومنهم غياب بسبب انهم قوات نظامية ومنهم غياب بسبب ان المسلحين يجندوا من طرف الاسباب كثيرة والغياب واحد ، تحملن نتائجه ووزره نساء ( غطفن الدم ) حتى ينام الصغار بالليل ، عملن في معظم المهن الهامشية، شاي ؛ وجبات ..حلويات ..بهارات كل المهن المتاحة عملن بها من اجل السترة في عهد انكشاف العورة..
الكل يعلم. ان تأثير الحرب على الجميع كان كبيرا ، لكن تأثير ها على النساء كان أكبر، بكثير ، فمعظم النساء في الجزيرة وفي ظل هذه الحروب الطاحنة اتطررن للذهاب للعمل في الاسواق الموجودة في مناطق الحرب في ظل عدم توفر المواصلات وذلك بعد أن يقطعن مسافات طويلة بارجلهن ، واغلبهن يحملن اطفال ويصطحبن اطفال ايضا مما يعرض الاطفال للتعب الشديد والعطش بسبب الذهاب لمسافات طويلة من حلة إلى سوق حلة آخرى،وبعضهن يعدن إلى منازلهن في منتصف الليل ، مما يعرضهم للخطر، والموت، لكنها لقمة العيش التي استحالت
في عهد الحرب واصبح الحصول عليها بشق الأنفس . . حينما يهجم المسلحين على القرى تهرب النساء خوفأ الى خارج الحلة ويقطعن مسافات طويلة حتى يختفن عن الانظار من مما يعرضهن لخطر آخر. العقارب والثعابين بسبب النوم على الأرض وربما يتعرضوا أيضا لمسلحين اخرين فهن كالمستجير من النار بالرمض ..
كما هنالك حرب اخرى تخوضها النساء في الجزيرة ، حرب الهروب من المسلحين الذين يهجمون المنازل نهارا جهارا ،”حينما يهجم المسلحين على القرية لا يكون هنالك خيار للنساء غير الهروب، هروب إلى المجهول لا يعرفن الا أين ذاهبات ، المهم البعد عن منطقة الهجوم، حتى تحافظ الواحدة منهن على شرفها في فهمهن ان المسلحين سيغتصبوهن ويجلدوهن كما جلدوا واغتصبوا نساء كثيرات ، بعد ان يهجم المسلحين على القرية اول مايدخلوا إلى منزل يرهبون النساء وذلك بعد ضربهن بسوط العنج الذي عادة ما يحمله المسلحين، وبعد ذلك اخذ طفلها ان كانت تحمل طفل وضربه ضرب مبرح امامها والتهديد بخطفه اذا لم تدلهم على مكان الذهب والاموال ، ولن يتركوا الطفل ولن يتركوها الا اذا وصفت كل ماتملك ، لذلك ان كان هنالك وصف دقيق فهي حرب على النساء ..