راي
سماح طه تكتب
لا أميل سادتي ، إلى كتابة الرأي لأنني اعشق العمل كمحررة بعيدا عن إبداء الرأي الشخصي لكن هذه المره لابد مما ليس منه بد
سفارة السودان بمصر ….
كنت أظنها – اي السفارة – للسودانيين جميعا لكن يبدو انني كنت حالمة أكثر مما يجب ولم يخطر علي او تحدثني نفسي الإمارة في كل مرة ، بأن اذهب لاي فعالية تقيمها السفارة لأنني صحفية ولست موظفة علاقات عامة وقلمي هو سلاحي لذلك سأحكي لكم ماحدث بالضبط:
نما إلى علمي أن وزير التربية والتعليم موجود بمصر بخصوص أزمة اغلاق السلطات المصرية المدارس السودانية و ان السفارة ستقيم ورشة لمناقشة القضية ببيت السودان بالقاهرة ، بصراحه الامر يشكل أهمية بالنسبة لي خاصة وأن التعليم السوداني غير مشكور ووضعه لا يسر و لما كنت من المتابعين لهذه القضية ، لذا قررنا الذهاب أنا وزميلاتي ، وعملا باحكام البروتوكول ، وصلنا قبل بداية الورشة بنصف ساعة ، وعرفنا أنفسنا بوصفنا صحفيين ، إلا أن شرط الدخول كان غريبا وهو ان نترك الموبايلات عند موظف الأمن لضمان عدم التصوير أو التسجيل ، انصعنا للامر ، وقد كان ، وبعد دخولنا فوجئنا بأن هناك استثناءات لبعض الأشخاص ذوي الحظوة الذين سمح لهم بإدخال تلفوناتهم والتصوير ، بل ، وبتسجيل فيديوهات (كمان).
عند الخامسة تماما غلقت الابواب لتبدأ الجلسة بعد دخول سعادة السفير ومعالي الوزير .
بعد البداية بدقائق والباب مغلق كان في الخارج بعض أصحاب المدارس (يضربون) الباب بصورة هستيرية و بشدة لا توصف لدرجة أن صوت الباب كان أعلى من صوت المتحدث عبر المايكروفون ، استمر هذا( الضرب) المبرح علي الباب لمدة ساعة تقريبا لم نسمع خلالها ما كان يدور من أمر الورشة سوى طرق الباب وهمهمة استهجان الحضور بالداخل.
حتى وصل الأمر بأن يقف أحد الحاضرين مطالبا المنصة التوقف و السماح بدخول من هم بالخارج قائلا : (في النهاية ديل زملاءنا …. ) يا سبحان الله.
بعدها أضطر المنظمون لفتح الباب والسماح (للزملاء) بالدخول دون التأكد من وجود مقاعد خالية لاجلاسهم، لتتحول الورشة من بعد لحفل نهاري ينقصه صاحب اورغن يشنف الاذان ، وبفضل التكدس و الزحام ، والوقوف أمام الحضور الحضور الجالسين ، اصبحنا لانسمع ولا نرى .
بعدها طلب الوزير فتح باب النقاش والحوار ليستمع لمقترحات الاساتذه وللاسف الجميع يريد التحدث ولا احد يستمع لحديث زميله ، هذا و يشكل فعل السلام والمطايبة و القفشات مع الوزير وأثناء المداخلات فوضى لاتشبه التعليم
ظللنا نمني النفس بسؤال او مداخلة و لكن هيهات هيهات، أن يسمح لنا بمجرد سؤال ، و المحزن في الأمر أن اغلب المداخلات جاءت في نقطة واااحدة وهي: ( تمديد فترة توفيق الأوضاع والسماح بالعمل بدون اكمال اجراءات التصديق ).
هذا ولم يفتح الله لأي من المتحدثين أن يتطرق لمشاكل التعليم والأوضاع الاقتصادية ومستقبل التعليم في ظل الحرب اللعينة الدائرة الان و تشرد التلاميذ والتقويم والكتب وطباعتها والمنهج وتدريب الكوادر العاملة وغيرها من الموضوعات التي تجعل من معالي الوزير يتكبد مشاق الحضور للقاهرة و لكن يبدو أن العقلية تجارية بحته ويعلو فيها صوت المصلحة الشخصية وحسابات الربح والخسارة علي صوت الواجبات و هموم و مشكلات العملية التربوية و التعليمية.
بعدها تحدث الوزير ، محاولا الرد الرد على الجميع و لكن الطريف في الأمر جاء رده على بعض المداخلات بقوله : (معليش ماسمعت مداخلة فلان لأنني كنت بسلم، ماقدرت اسمع) تكرر هذا الاعتزار أكثر من السيد الوزير أكثر من ثلاث مرات.و اخيرا استجمع الوزير ما تبقي له من صبر محاولا تفنيد كثيرا من الأمور التي سنتطرق إليها في مساحة و مجال اخر.
المهم في الامر انتهت الورشة بمحاولة أحد موظفي السفارة ابلاغنا بعدم النشر وأخذ الخبر من النشرة التي تعدها السفارة، هنا بلغ السيل الزبي ووصلت لمرحلة الانفجار، ردا علي هذا الموظف : ( معليش أنا بنشر )
قال لي: خلاص اتحملي تبعات الأمر لمن السفير يشتكيك .
قلت له: قول للسفير سماح طه قالت أنا بنشر انت امشي اشتكيني- على فكرة – دة تهديد وانا مابتهدد ثم انتو منعتونا من التصوير و التسجيل و حرمتونا حق السؤال وسمحتوا لآخرين. فكان رده و ليته لم يفعل : ايوة فلان ده منفذنا . (تخيلوا ) ونحن نتصل به نبلغه بعدم النشر. قلت له : معليش أنا ما منفذ لكن أنا صحفيه وشغل العلاقات العامة دة مابشبهني وحا انشر الخبر دون الرجوع لأي جهة . وبعد لحظات جاء نفس الموظف يخبرني بأن لا مانع من النشر. يبدوا انه علم
أن الصحفي لا ينتظر الاذن و الصحفي المنتظر الاذن لا يمثلني ولا يمثل الصحفيين الاحرار الذين لا تبدلهم (الظروف) ويتمسكون بالمبادئ واخلاق المهنة رغم كل العقبات.
هل السفارة السودانية اصلا هي سفارة ناس محددين والسفير سفير صحفيين محددين ونحن ما بننفع معاه لأننا بنقول البغلة في الابريق ؟؟
سؤال نطرحه للسيد السفير
ومن هنا على السفارة أن تعي أنها سفارة السودان ونحن أيضا صحفيين سودانيين و أن تعي دورها تماما وتقف على مسافة واحدة من الجميع حتى لا يضطر الصحفيين أن يتعاملوا مع فعاليات و انشطة السفارة بصورة و مواقف مختلفة !